/> للأسف أنت تقتل أطفالك بالحب المشروط

للأسف أنت تقتل أطفالك بالحب المشروط

 الحب المشروط للأبناء يقتل ثقتهم في أنفسهم و فيمن حولهم

أنت تقتل طفلك بالحب المشروط


العنوان "أنت تقتل أطفالك بالحب المشروط" يعبر عن فكرة عميقة تتعلق بتربية الأطفال و تأثير الحب المشروط على نموهم و تطورهم النفسي. 

في كثير من الأحيان، يربط الأهل حبهم لأبنائهم بتحقيقهم لمعايير معينة أو تصرفات محددة. قد يعبر الأهل عن حبهم و رضاهم فقط عندما يحقق الطفل إنجازات أكاديمية أو رياضية، أو عندما يتصرف وفقاً لتوقعاتهم الاجتماعية و الثقافية. هذا النوع من الحب يُعرف بالحب المشروط، حيث يصبح الحب مكافأة تُمنح للطفل بناءً على أدائه و سلوكه.

تظهر الأبحاث أن الحب المشروط يمكن أن يكون له آثار سلبية عميقة على الأطفال. عندما يشعر الطفل بأن الحب الذي يتلقاه يعتمد على تحقيقه لشروط معينة، قد يتطور لديه شعور بعدم الأمان و القلق من فقدان هذا الحب إذا لم يحقق تلك التوقعات. مما ينتج عنه الكثير من الضغوط النفسية، و انخفاض تقدير الذات، و صعوبة كبيرة في بناء علاقات صحية في المستقبل.

من المهم أن يدرك الأهل أن الحب غير المشروط هو الأساس لنمو طفل سليم نفسيًا و عاطفيًا. الحب غير المشروط يعني تقديم الدعم و المساندة للطفل بغض النظر عن إنجازاته أو أخطائه. هذا النوع من الحب يعزز شعور الطفل بالأمان الداخلي، و يعزز ثقته بنفسه، ويساعده على اكتشاف هويته الخاصة دون خوف من الحكم أو العقاب.

ظواهر سلوكية للحب المشروط للأطفال 

☆ لا تهدده بحبك

استخدامك لمثل هذه العبارات: " إذا لم تسمع كلامي لن أحبك" " انجح و سأحبك أكثر" " تعال حبيبي الشاطر الذي يستمع إلي" " أين حبيبي الذي يطيعني"...... يجعل الطفل في حيرة فهو لا يميز بين فكرة رفض السلوك السيئ من قبل الأهل و فكرة حجب الحب بسبب هذا السلوك، فالليل لا تصله سوى رسالة واحدة " أبي لم يعد يحبني" او "أمي لم تعد تهتم بي" يجب أن تذكر له عواقب فعله و ليس منع إعطائه الحب.

من المهم أن يشعر الأطفال بأن حب أهلهم لهم غير مشروط، فلا ينبغي أن يستخدم الأهل الحب كوسيلة للتهديد أو التحكم في سلوك الطفل. عندما يشعر الطفل أن الحب يمكن أن يُسحب منه في أي لحظة، يتولد لديه شعور بالخوف و القلق. بدلاً من ذلك، يجب أن يكون الحب دائمًا حاضرًا بغض النظر عن سلوك الطفل أو قراراته.

☆ توقف عن الغضب إذا لم تكن درجاته مرضية 

لا تحاسب ابنك كأنك صاحب الدرجة و لا تخاطبه كأنه كان يمتلك الإجابة الصحيحة و لم يكتبها و لا تنعته بأنه أحمق، بل ذكره بأن هذا مستقبله و أن هذه درجاته التي ستغير حالته الاجتماعية، ذكره مثلا بما يتمنى من أجهزة و أنه سيحصل عليها بنفسه إذا حرص على دراسته أكثر.

الغضب من أداء الطفل الأكاديمي قد يجعله يشعر بعدم الكفاءة و يزيد من ضغوطه النفسية. بدلاً من ذلك، من الأفضل تقديم الدعم و المساعدة لفهم الصعوبات التي يواجهها و العمل معه لتحسين أدائه. من الضروري التركيز على الجهد المبذول و ليس فقط النتائج.

☆ توقف عن اختيار وظيفته

استعمال هذه العبارات " تعال يا مهندس" " ستكر و تصبح أفضل دكتور" " ابنتي محامية العائلة المستقبلية ......" قد يكون له تأثيرا سلبيا على طفلك. يجب عليك دعم طفلك بكل الحالات و جعله يختار مستقبله بنفسه دون تدخل، فأي فشكل يفشله فيما بعد سيحطمه أضعاف الفشل العادي لأنه لم يلبي طموحك و ليس طموحه هو.

يجب أن يتمتع الأطفال بحرية اختيار مسارهم المهني بناءً على اهتماماتهم و قدراتهم. عندما يختار الأهل مهنة لأطفالهم، قد يشعر الطفل بالضغط لتحقيق توقعات غير مناسبة له، مما يؤدي إلى عدم الرضا و الإحباط في المستقبل. من المهم دعم اهتمامات الطفل و تشجيعه على استكشاف ما يحب.

☆ توقف عن قول "افعل ما اقول دون نقاش"

هذهالعبارة بحد ذاتها تظنها أنت في مصلحة طفلك و هي العكس تماما، ستخلق شخصية اتباعية تخشى اتخاذ قرارات بالمستقبل. إذا لم تتح الفرصة لطفلك بمناقشة  أفكاره و قراراته فلن يكون قادرا على فعل ذلك مستقبلا حتى و إن كان على صواب.
التواصل الفعّال بين الأهل و الأطفال يتطلب حوارًا مفتوحًا و صادقًا. استخدام العبارات السلطوية دون تفسير يمنع الأطفال من فهم الأسباب الكامنة وراء القرارات. تشجيع النقاش و الاستماع إلى آرائهم يساعد في تنمية قدرتهم على التفكير النقدي و اتخاذ القرارات المستقلة.

☆توقف عن ذمه أمام الجميع

توقف عن كسر شخصية ابنك أمام الناس، ربما سيبتسم ابنك حينها لكنه سيتذكر دائما كم هو سيئ كلما مر بموقف فشل به. و السبب في هذا أن سلوكه لم يجعل أمه تفتخر به.
انتقاد الأطفال أو ذمهم أمام الآخرين يمكن أن يكون مؤلمًا جدًا لهم و يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم. يجب الحفاظ على احترام الطفل و تقديره، و معالجة أي مشكلات أو ملاحظات بطريقة خاصة و بناءة.

☆لا تعاقبه بتجاهل أو عدم اقترابه منك

هل تعلم كيف يفسر طفلك هذه العبارات " ابتعد عني يا كذاب" "أحبك أمي: لو تحبني لدرست جيدا" " لا تكلمني فأنا لا أتحدث مع ابن مشاغب مثلك".... يفسر الطفل هذه العبارات بأن والديه لا يحبونه و لا يرغبان في وجودي معهم، عائلتي تنبذني و أنا فاشل و كذاب و سيئ و.... هل استشعرت مدى تأثير هذا التصرف على نفسية ابنك؟؟
العقاب بالتجاهل أو الابتعاد الجسدي قد يترك الطفل يشعر بالعزلة و الرفض. بدلاً من ذلك، ينبغي استخدام طرق تربوية إيجابية تركز على فهم السلوك الخاطئ و توجيه الطفل بشكل إيجابي.

☆ لا تهدده بفضحه أمام شخص يحبه

" سأقول لخالك ماذا فعلت" " سأقول لمعلمك أنك لا تسمع كلامي...." وصولك لهذه المرحلة يعني أن ابنك تمرد و لم يعد يهتم لحبك بسبب كثرة التهديد. فأرجو لا تهدده بأنك قادر على هدم جميع علاقاته الذي بناها عن طريق نشرأخطائه، فتهدم الأمان و الحب و الثقة و الشخصية بلسانك.
تهديد الطفل بكشف أخطائه أو مشاكله أمام أشخاص يحبهم يمكن أن يؤدي إلى شعور بالخجل و الحرج. هذا الأسلوب قد يضر بالعلاقة بين الأهل و الطفل. من الأفضل معالجة الأخطاء بشكل خاص و بطريقة تساعد الطفل على التعلم و النمو دون خوف من الفضيحة.
هذه النقاط جميعها تشير إلى أهمية بناء علاقة صحية و مبنية على الاحترام و الثقة بين الأهل و الأطفال، حيث يكون الحب و التواصل هما الأساس.

في الختام، من الضروري أن يعيد الأهل النظر في أساليب تربيتهم و يعملوا على تقديم حب غير مشروط لأطفالهم، ليضمنوا لهم حياة نفسية و عاطفية مستقرة و سعيدة.

منزل الطفل هو الملاذه الوحيد فلا تجعله متذبذبا، و لا تجعله مكان يريد الطفل الهرب منه بأسرع وقت، اجعله جنة بحبك له و بحضنك له دون سبب، بقول عبارات تجذب لك ابنك حتى و إن لم تره مهتما فأضمن لك 100% أنه يستمع و بتمعن لكل ما تقول، لا تجعل غضبك انتقاما و اح ص على أن يكبر طفلك بشكل صحي و طبيعي.
تعليقات