/> هكذا ابدأ حديثك مع ابنك المراهق حتى تكسب ثقته

هكذا ابدأ حديثك مع ابنك المراهق حتى تكسب ثقته

 الحوار مع الطفل في فترة البلوغ ( المراهقة)

هكذا ابدأ حديثك مع ابنك المراهق حتى تكسب ثقته
هكذا ابدأ حديثك مع ابنك المراهق حتى تكسب ثقته


إن الحديث مع الأبناء المراهقين يمثل تحديًا للعديد من الآباء و الأمهات، حيث تتغير اهتماماتهم و تزداد رغبتهم في الاستقلالية. لذا، فإن بناء علاقة قائمة على الثقة و التفاهم معهم يتطلب نهجًا خاصًا يتفهم احتياجاتهم و يقدرها.
من المهم أن يعرف المراهق أنه يمكنه الاعتماد على والديه كداعم و ناصح، و أن يشعر بالأمان عند التحدث عن مشاكله و أفكاره.
 في هذا المقال، سنتناول كيفية بدء حوار فعال و مؤثر مع ابنك المراهق، مما يعزز من ثقته بك و يساهم في بناء علاقة قوية و متينة تدوم مدى الحياة.

اختيار الوقت و المكان المناسبين: 

من المهم اختيار وقت يكون فيه كل من الوالدين و المراهق في حالة نفسية جيدة و مستعدين للتحدث. كما يُفضل أن يكون المكان هادئًا و خاليًا من المقاطعات، مثل غرفة المعيشة أو خلال نزهة.
مثال: اختر وقتا يكون فيه ابنك مرتاحه و لا يكون هناك ضغوط خارجية أو مشتتات، قد يكون بعد العشاء أو خلال نزهة.
نصيحة: تأكد أن تكون البيئة هادئة و خالية من التشتت، كوجود التلفاز أو الهاتف

البداية بلطف و دون انتقاد: 

ابدأ الحديث بأسلوب لطيف و مشجع، و تجنب النقد أو الهجوم على المراهق. حاول قدر الإمكان استخدام عبارات تُظهر التفهم و القبول، مثل "أنا هنا لأستمع إليك" أو "أريد أن أفهم ما تشعر به".
مثال: ابدأ بمحافظة إيجابية كقول " ألاحظ أنك كنت مشغولا في دراستك مؤخرا، هذا رائع و يسعدني"
نصيحة: تجنب بدء الحديث بانتقادات أو ملاحظات سلبية، فهذا قد يجعله ينغلق على نفسه.

الاستماع الفعال و الانصات:

أعطِ ابنك كامل انتباهك أثناء التحدث. استخدم لغة الجسد التي تدل على الاهتمام، مثل النظر في العينين و الإيماء بالرأس. استمع بدون مقاطعة، و امنحه الفرصة و الوقت للتعبير عن نفسه بحرية.
مثال: عندما يتحدث ابنك انظر في عينيه بحب و بلطف، و استخدم تعبيرات وحه تظهر مدى اهتمامك بالموضوع، و لا تقاطع.
نصيحة: أعد صياغة ما قاله لحظه له أنك فهمت ما قاله، مثل " إذا تشعر بأنك مضغوط بسبب الاختبارات؟"

التعبير عن الاهتمام الحقيقي:

أظهر للمراهق أنك تهتم حقًا بأموره من خلال متابعة التحدث معه عن الموضوعات التي ناقشتموها سابقًا. اذكر تفاصيل مما تحدثتم عنه سابقًا لتبين أنك تتذكر و تهتم بما يمر به كما لو أنك تمر به أنت أيضا.
مثال: أظهر له أنك تهتم بما يهتم به، حتى لو كان مختلفا عن اهتماماتك، كقول " أخبرني أكثر عن اللعبة التي تلعبها، تبد مثيرة"
نصيحة: شاركه في أنشطته المفضلة أو تحدث عن موضوعات يحبها لتبني جسر من الاهتمام المشترك.

طرح أسئلة مفتوحة:

استخدم أسئلة تبدأ بكلمات مثل "كيف" و"ما" و"لماذا" لتشجيع المراهق على التعبير عن مشاعره و أفكاره. تجنب الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا، فهذه الأسئلة لا تعزز الحوار المفتوح و تمنع المزيد من المشاركة.
مثال: بدلا من السؤال "كيف كان يومك؟" يمكنك أن تسأله " ما الشيئ الأكثر إثارة الذي حدث لك اليوم؟"
نصيحة: الأسئلة المفتوحة تشجع على التحدث بشكل أكثر تفصيلا و تقلل من الإجابات الأحادية.

تجنب إعطاء حلول جاهزة: 

بدلاً من تقديم الحلول المباشرة و الجاهزة، شجع ابنك على التفكير في الحلول بنفسه من خلال توجيه الأسئلة التي تساعده على الاستنتاج. هذا يساعد المراهق على تطوير مهارات التفكير النقدي و اتخاذ القرارات.
مثال: بدلا من تقديم حل مباشر، اسأله عن رأيه في كيفية حل المشكلة، كقول " ما الأفكار التي لديك لتحسين درجاتك".
نصيحة: شجعه على التفكير بشكل مستقل و تقديم حلول بنفسه، فبهذه الطريقة سيلتزم بتطبيقها أكثر من أن تفرض عليه.

مشاركة بعض التجارب الشخصية: 

شارك  مع ابنك قصصًا من تجاربك الشخصية التي تتعلق بما يمر به المراهق، مع التركيز على الدروس المستفادة. هذه القصص يمكن أن تساهم في بناء الثقة و تظهر للمراهق أنك كنت في موقف مشابه و فهمت مشاعره.
مثال: شارك معه قصصا من مراهقتك و كيف تعاملت مع تحديات معينة، مثل " عندما كنت في عمرك كنت أواجه صعوبات في التوفيق بين الدراسة و الرياضة، لكن وجدت أن تنظيم الوقت كان مفيدا" 
نصيحة: اجعل قصصك قصيرة و موجهة نحو تعزيز الثقة دون أن تبد كأنك تعطي دروسا و مواعظ.

و في ختام مقالنا الشيق عزيزي القارئ ننصحك و بشدة باستخدام هذه الأساليب، فيمكنك من خلالها تعزيز الثقة بينك و بين ابنك المراهق و بناء علاقة أبوية قوية معه في هذه المرحلة من حياته، مما يساعده على الشعور بالراحة و الاطمئنان عند التحدث معك عن مشاكله و اهتماماته، و هذا دون شك سيجعله قادرا على اخبارك بكل ما يشغله و لا يخفي عنك مشاكله لتكون له الأب الحنون و الصديق المخلص.




تعليقات