الإهمال العاطفي في تربية الأطفال و آثاره السلبية
|
آثار كارثية تَظْهَرُ نتيجة الإهمال العاطفي في التربية |
الإهمال العاطفي في التربية يعد أحد العوامل الخفية التي قد تؤدي إلى نتائج كارثية على الصحة النفسية و الاجتماعية للأطفال. فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من إهمال عاطفي يميلون إلى تطوير مشاكل نفسية و سلوكية طويلة الأمد. على سبيل المثال، تشير أبحاث منشورة في مجلة علم نفس الطفل و طب النفسي *Journal of Child Psychology and Psychiatry* إلى أن الإهمال العاطفي يمكن أن يؤدي إلى ظهور اضطرابات مثل الاكتئاب و القلق و انخفاض تقدير الذات. بالإضافة إلى ذلك، توضح دراسة أخرى في *American Journal of Psychiatry* أن الأطفال المحرومين عاطفيًا قد يواجهون صعوبة في بناء علاقات صحية في المستقبل، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على التكيف الاجتماعي و المهني. من هنا، يتضح أن الإهمال العاطفي ليس مجرد غياب الرعاية الظاهرة، بل هو جرح عميق يترك آثارًا طويلة الأمد على نفسية الطفل و نموه الاجتماعي.
غفلة العصر الرقمي
في العصر الحديث الذي نعيش فيه أصبح هم أغلب الآباء و بعض الأمهات الأول هو تلبية الاحتياجات المادية لأطفالهم ، غافلين عن الجانب الأهم و الأعلى تأثيرا على حياتهم و نفسياتهم و شخصياتهم، ألا و هالحب و الإهتمام بهم، و من هنا يخرج مصطلح الإهمال العاطفي في التربية. تابع معنا المقال إلى الآخر عزيزي القارئ لتعرف خطورة الأم و طرق تجنبه.
عدسة المجتمع
للأسف الشديد أن النمط الفكري السائد لدى نسبة ليست بليلة من مجتمعنا هو أن الحب لا يجب إظهار للأطفال بحجة " الدلال"، و يخلطون بين مفهومي الحزم و المرونة، و الحب، فخلطة الحزم و المرونة هما الذان يشكلون الشخصية السوية البعيدة عن الدلال، بينما الحب هو حاجة فورية طبيعية أساسية لدى كل إنسان عاى وجه الأرض عموما، و لدى الأطفال و المراهقين خصوصا. فإن كان البالغين تظهر لديهم مشاكل و عقد نفسية عديدة نتاج الضعف العاطفي لديهم، فكيف بطفل لا زال في مرحلة النمو و تشكيل شخصيته و بناء عاطفته و اكتمال عقليته.
1- تأخر النمو:
من ضمن أولى الآثار القريبة التي تظهر حينما نهمل منح الحب للأطفال هي التأخر في النمو لديهم في مختلف الجوانب، الاجتماعي و العاطفي و العقلي، و ذلك لان الحب يعد بمثابة وقود البناء السليم له، إن لم يكن ذلك الوقود متاحا بالكميات المطلوبة، و الأوقات المطلوبة، فإن نمو الطفل و ازدهاره سيتأخر، و خصوصا في السنوات الأولى من حياته.
2- ضعف الثقة بالنفس:
من ضمن الآثار الخطيرة و التي تظهر في كثير من الأحيان ابتداء من مرحلة الطفولة المتوسطة أو المتأخرة و وصولا إلى المراهقة هي انخفاض ثقته بنفسه بشكل كبير، لأن الطفل من خلال الحب و الاهتمام به يشعر بقيمته و أهميته و يرتفع تقديره لذاته، لذلك عكس ذلك يجعل ثقته بنفسه ضعيفة و تقديره لذاته شبه معدوم، و نظرته لنفسه متدربة. و هذه جميعها تكون بنسب متفاوتة و مختلفة بحسب الطفل و بحسب أساليبنا التربوية و نسبة إهمالنا العاطفي.
3- زرع اللامبالاة عند الأطفال:
و ها نحن نصل إلى واحدة من أخطر آثار إهمال منح الحب للأطفال، و التي غالبا ما تبدأ بالظهور في مرحلة المراهقة و الشباب فما فوق، و للأسف الشديد النسبة الأكبر من هذا الأثر سيكون على حياته الزوجية المستقبلية. و هي اللامبالاة، و عدم التعامل مع مشاعر الآخرين و عواطفهم بجدية، و ذلك لا ينتج عن إهماله عاطفيا و عدم منحه الحب في طفولته فقط، بل عن الاستخفاف بمشاعره، عبر النظر إلى مشاعره و عواطفه بنظرة متدنية و عدم الاهتمام بها، بل و تجاهلها. ذلك ما يتسبب في خوفالطفل من إظهار تلك المشاعر و التعبير عنها ثم كبتها.
الحل الوقائي
ما دمت لم تقت في المشكله فأنت بخير فقط تحتاج إلى الوعي و المعرفة، و نزودك ب أربع وسائل مختصرة يمكنك البدء بها:
☆التواصل الجسدي : القبلات و العناق و كلمات الحب
☆الاستماع و الانصات الحقيقي باهتمام
☆قضاء وقت إيجابي مليئ بالحب و المتعة بعيدا عن المشتتات و الأساليب المنورة
☆المسافات و العدل الصادق و الظاهر بين الإخوة
ختامًا، يُعَدُّ الإهمال العاطفي في التربية من أخطر العوامل التي تؤثر سلبًا على نمو الأطفال و تطورهم. فالأضرار النفسية و الاجتماعية التي تنتج عن هذا الإهمال لا تقتصر على مرحلة الطفولة فحسب، بل تمتد لتؤثر على الحياة المستقبلية أيضًا. من خلال فهم الآثار الكارثية المترتبة على هذا النوع من الإهمال، يصبح من الواضح أن هناك حاجة ماسة لزيادة الوعي و تقديم الدعم اللازم للآباء و المربين، لضمان تنشئة أطفال يتمتعون بصحة نفسية و اجتماعية متينة. فالاستثمار في الرعاية العاطفية للأطفال ليس فقط مسؤولية أخلاقية، بل هو أساس لبناء مجتمعات قوية و مستقرة في المستقبل.