حماتك تسبب لك التوتر و الإزعاج؟ نصائح للرد بشكل مهذب و راقي |
مشاكل لا تكاد تنتهي بسبب تدخلات حماتك في حياتك
في الواقع، الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو أيضاً تفاعل بين عائلتين مختلفتين. و للأسف، لا يتمتع الجميع بفرصة الحصول على حماة طيبة و متفهمة و حنونة يمكن بناء علاقة مستقرة و هادئة معها. في أغلب الأحيان تعتبر الزوجة التعامل مع حماة مزعجة أحد أشكال الصراع المتعارف عليه، و الذي تم تصويره بشكل مبالغ في الكتب و البرامج التلفزيونية و الأفلام، لأن هذا النوع من المواقف شائع لدى العديد من الأشخاص.
غالباً ما تتسم علاقة المرأة بعائلة زوجها بالتوتر، و قد لا تتحسن حتى بعد إنجاب الأطفال حيث تصبح "الحماة" جدة لهم. بل أحياناً تزداد العلاقة سوءاً بدلاً من التحسن.
و يُعتبر التعامل مع الحماة من التحديات التي قد تواجه الأزواج، خاصة إذا كانت العلاقة تتسم ببعض التوتر أو عدم التفاهم. لكن من المهم أن نتذكر أن الحماة جزء من العائلة و أن الحفاظ على علاقة إيجابية معها يمكن أن يعزز من استقرار الحياة الزوجية. إليك عزيزة القارئة بعض النصائح للتعامل مع الحماة بأسلوب مهذب و راقي:
اللجوء إلى شريكك:
التواصل مع الزوج يعد الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها الزوجة عندما تكون حماتها مزعجة لها، و تستخدم ألفاظاً غير مناسبة حين تتحدث إليها. فمن المهم أن يتكاتف الزوجان لحل هذه المشكلة بسلام. يمكن للزوجة أن تعبر لزوجها عن عدم قدرتها على تحمل سلوك والدته غير المقبول تجاهها، و أنهما بحاجة إلى وضع خطة للتحدث معها بشكل مناسب. التحدث مع شريكك حول مشاعرك و طلب مساعدته في تحسين العلاقة مع والدته أمر مهم فلا تخفي مشاعرك و الضغوطات التي تتسبب بها حماتك عنه، و تذكري أن يكون الحديث هادئًا و بدون اتهامات فهي أمه في الأول و الإخير.
الاستماع الفعّال و التواصل المفتوح:
قومي بالاستماع إلى ما تقوله حماتك بكل اهتمام، ففي كثير من الأحيان، ترغب الحماة فقط في أن يتم الاستماع إليها. حاولي أيضا فهم وجهة نظرها و إظهار اهتمامك بما تقول فهذا يحسسها بالتقدير و قد يخفف من التوتر بينكما بشكل كبير.
حاولي أن تكوني صريحًة و مباشرة عند الحديث مع حماتك، و لكن بطريقة محترمة لا تنقيص فيها. و أشركيها نوعا ما في حياتك، مثلا إذا كان هناك موضوع يزعجك، تحدثي عنه بصراحة معها، و اطلبي منها رأيها و اقترح حلول بناءة.
التفهم و التعاطف و التقدير و الاحترام:
كل هذه المعاني الراقية و الأخلاق العالية إذا وجدت فيك تجاه والدة زوجك فكوني أكيدة أنها ستحبك و تبادلك نفس التعامل. تذكري عزيزتي أن الحماة قد تشعر بالقلق أو التوتر بسبب أمور معينة، حاولي أن تتفهمي مشاعرها و تظهري التعاطف معها دائما. أحيانًا، مجرد التعبير عن التعاطف يمكن أن يغير الموقف.
و لا تنسي أبدا أن تبحثي عن الفرص التي يمكنك فيها تقدير الحماة. إظهار الاحترام لها يمكن أن يساعد في تحسين العلاقة. يمكنك تقديم الشكر لها على مساعدتها أو توجيه كلمات لطيفة عندما تُظهر دعمها لك ولشريكك.
وضع حدود واضحة مع الحفاظ على الهدوء في ردود الفعل:
من المهم أن تكون هناك حدود واضحة في العلاقة منذ البداية. إذا كانت الحماة تتدخل بشكل مفرط في حياتك الزوجية، من الجيد التحدث معها برفق حول الأمور التي تفضل أن تبقى بينها و بين شريكك و كما أن لها خصوصيات لا يجوز لأحد أن يتطفل عليها و لا أن يتدخل فيها فأنت أيضا لك نفس الحق.
في الأوقات التي تشعرين فيها بالإزعاج، حافظي على هدوئك، و اعلمي أن الرد بعصبية أو الانفعال قد يزيد الوضع سوءًا. بدلاً من ذلك، خذي نفسًا عميقًا و فكري قبل الرد، و يمكنك حتى تأجيل الرد لوقت آخر حتى تكوني في راحة نفسية تمكنك من الرد بكل احترام و مودة.
الابتعاد عند الضرورة:
إذا شعرت أن الوضع يزداد توترًا و سوء، قد يكون من الأفضل الابتعاد مؤقتًا لتهدئة الأمور. هذا لا يعني الهروب من المشكلة، بل إعطاء نفسك فرصة للراحة و العودة برؤية جديدة و حلول فعالة. و حاولي قدر الإمكان أن لا تتأثر علاقتك بزوجك بسبب تدخلات والدته و فهو في موقف أصعب منك، بين أن يرضي والدته و ينتصر لزوجته.
☆في النهاية، العلاقات الأسرية تحتاج إلى جهد و تفهم من جميع الأطراف. باستخدام هذه النصائح، يمكنك تعزيز علاقتك مع حماتك بشكل إيجابي و بناء، مما ينعكس بشكل إيجابي على حياتك الزوجية. اعتبريها أما ثانية لك، و كما أنك لن ترضي بأن يقلل أحد من احترام أمك فلا تقبلي هذا الأمر على والدته زوجك.
☆ كلمنا في الأخير هو همسة في أذنك أيتها الكنة الجميلة: "ينبغي لك أن تتبعي نهجًا ذكيًا و فعالًا بدلاً من التعامل بوقاحة أو عصبية مع حماتك . من الأفضل أن تتحدثي معها على انفراد، و تحاولي التوصل إلى حل لإنهاء التوتر بينكما. كما يُفضل تقليل التواصل مع الحماة قدر الإمكان إذا استمرت في التعامل بشكل غير لائق. و في الوقت ذاته، يجب ألا يؤثر توتر العلاقة بين الحماة و الكنة سلبًا على علاقة الأحفاد بجدتهم".