/> دعم الصحة النفسية للمراهقين من أولويات الأسرة

دعم الصحة النفسية للمراهقين من أولويات الأسرة

دعم الصحة النفسية للمراهقين من أولويات الأسرة
دعم الصحة النفسية للمراهقين من أولويات الأسرة

دور الأسرة في دعم الصحة النفسية للمراهقين

تعتبر الصحة النفسية للمراهقين حالة من العافية تُمكّن الفرد من تعزيز قدراته الخاصة، و التكيّف مع أنواع الإرهاق العادية، و العمل بتفان و فعالية، و الإسهام في تنمية ذاته و تطوير مجتمعه. و بالتالي، فإن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، إذ لا تكتمل الصحة العامة بدون الصحة النفسية. 
تتأثّر الصحة النفسية بالعوامل الاجتماعية، و الاقتصادية، و البيولوجية، و البيئية، مما يجعلها سهلة الانتكاس و سريعة التقلب.

خلال مرحلة المراهقة، التي تشهد تغيرات جسدية مرتبطة بمرحلة البلوغ، يصبح من الوارد جداً حدوث مشاكل نفسية مصاحبة لهذه التغيرات. قد تؤدي هذه المشاكل إلى ظهور اضطرابات نفسية متفاوتة الخطورة، مثل الاكتئاب أو القلق عند المراهقين، و قد تدفعهم للأسف إلى تبني سلوكات خطيرة. من هنا تأتي أهمية الدعم النفسي و العلاج النفسي في الوقاية من الاضطرابات و التحديات النفسية التي يواجهه هؤلاء الأطفال في مرحلة البلوغ.

 1•أهمية الدعم الأسري للمراهقين 


الصحة النفسية للمراهقين تعد واحدة من أكثر القضايا الحيوية التي تواجه المجتمعات اليوم. حيث يشهد المراهقون فترة انتقالية معقدة بين الطفولة و البلوغ، مما يجعلهم عرضة لضغوط نفسية و اجتماعية متعددة. يأتي هنا دور الأسرة كعامل حاسم في دعم و تعزيز الصحة النفسية للمراهقين. في هذا المقال، سنستعرض دور الأسرة بشكل شامل واحترافي في هذا السياق.

تعتبر فترة المراهقة مرحلة حرجة في حياة الأفراد، حيث تحدث تغييرات كبيرة على المستويات النفسية والجسدية والاجتماعية. خلال هذه الفترة، يبدأ المراهقون في البحث عن هويتهم واستقلاليتهم، مما يجعلهم أكثر حساسية للتحديات والضغوط الخارجية. لذا، فإن الدعم الأسري الفعال يمكن أن يكون عاملاً محوريًا في تعزيز الصحة النفسية والرفاهية العامة للمراهقين.

الدعم الأسري يعتبر العمود الفقري لاستقرار المراهقين نفسيًا. الأسرة هي المصدر الأول الذي يستمد منه المراهق قيمه و معتقداته، كما أنها توفر البيئة الآمنة التي يحتاجها للنمو و التطور. يمكن أن يتجلى الدعم الأسري بعدة طرق، منها:

 التواصل المفتوح:

 يتيح التواصل الجيد بين الأفراد في الأسرة للمراهقين التعبير عن مشاعرهم و أفكارهم دون الخوف من الحكم أو الانتقاد، يساعد هذا النوع من التواصل على بناء الثقة و يقلل من مستويات التوتر و القلق لديهم.

 التفهم و الدعم العاطفي:

 يحتاج المراهقون إلى الشعور بأنهم محبوبون و مقبولون من قبل أسرهم. التفهم و الدعم العاطفي من الأهل يعزز من احترام الذات و يزيد من الشعور بالأمان و الانتماء.

 توفير بيئة مستقرة: 

الاستقرار الأسري يوفر بيئة آمنة و مستقرة تساعد المراهق على التركيز على دراسته و تطوير مهاراته الشخصية دون التعرض للضغوط النفسية الزائدة.

2• نوع المشاكل النفسية التي يواجهها المراهقين



المراهقون يواجهون مجموعة متنوعة من المشاكل النفسية التي قد تؤثر على صحتهم العقلية و العاطفية. تشمل هذه المشاكل الاكتئاب، القلق، اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، مشاكل مرتبطة بتقدير الذات و صعوبات في التكيف مع التغيرات الاجتماعية و البيولوجية. علاوة على ذلك، ضغوطات من الأقران و توقعات الأكاديميين، والتي يمكن أن تزيد من مستويات التوتر و الضغط النفسي.
 فيما يلي عزيزي القارئ تفصيل لكل مشكلة على حدى:

 الاكتئاب

يعد الاكتئاب من أكثر المشاكل النفسية شيوعاً بين المراهقين. يمكن أن يظهر على شكل شعور مستمر بالحزن أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقاً. قد يشعر المراهقون أيضاً بالإرهاق، والتعب، وانخفاض الطاقة، وقد يعانون من تغيرات في الشهية والنوم. يتطلب الاكتئاب غالباً تدخلاً علاجياً يتضمن العلاج النفسي وأحياناً الأدوية.

 القلق

القلق هو اضطراب نفسي يتميز بالشعور المستمر بالتوتر و الخوف. يمكن أن يظهر القلق على شكل نوبات هلع، خوف مفرط من المستقبل، أو قلق اجتماعي. قد يتجنب المراهقون المواقف التي تثير قلقهم، مما يمكن أن يؤثر على حياتهم اليومية و أدائهم الأكاديمي. يساعد العلاج السلوكي المعرفي و الأدوية في إدارة القلق المفرط.

 اضطرابات الأكل

تشمل اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي و الشره المرضي. يعاني المراهقون من صورة مشوهة للجسد، قد تؤدي إلى تجنب الطعام أو الإفراط في تناوله ثم محاولة التخلص منه بطرق غير صحية. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم معالجتها في وقت مبكر. مع العلاج النفسي، الدعم الأسري، و التدخل الطبي يستطيع المراهق التفوق على هذا المشكل

مشاكل تقدير الذات

يمكن أن يعاني المراهقون من مشاكل في تقدير الذات، حيث يشعرون بعدم الكفاءة أو أنهم غير محبوبين. هذه المشاعر قد تكون ناجمة عن التنمر، ضغوط الأقران، أو الفشل الأكاديمي. تدني تقدير الذات يمكن أن يؤدي إلى انسحاب اجتماعي و تجنب الأنشطة. الدعم العاطفي و التوجيه يمكن أن يساعد في بناء الثقة بالنفس و تحسين الصورة الذاتية.

 ضغوط الأقران

يواجه المراهقون ضغوطاً كبيرة من الأشخاص القريبين منهم في السن، سواء في محاولة الانتماء إلى مجموعة معينة أو في مواجهة توقعات معينة. هذه الضغوط يمكن أن تدفع المراهقين إلى التصرف بطرق لا تتماشى مع قيمهم أو رغباتهم، مما يزيد من التوتر و القلق. التوعية بأهمية الاستقلالية الشخصية و تقديم الدعم الأسري يساعد في تخفيف هذه الضغوط.

التغيرات الاجتماعية و البيولوجية

الفترة الانتقالية من الطفولة إلى البلوغ تحمل الكثير من التغيرات الاجتماعية و البيولوجية، مثل التغيرات الهرمونية و الجسدي، هذه التغيرات يمكن أن تكون مربكة و تسبب شعوراً بعدم الاستقرار. من المهم توفير بيئة داعمة واعية و متفهمة لهذه التغيرات، و تشجيع المراهقين على التعبير عن مشاعرهم و مخاوفهم.

 الضغوط الأكاديمية

الضغوط الأكاديمية هي مصدر كبير للقلق و التوتر بين المراهقين. توقعات الأداء العالي من الأهل و المعلمين يمكن أن تكون مرهقة. من المهم مساعدة المراهقين في إدارة وقتهم، توفير الدعم التعليمي، و التشجيع على التوازن بين الدراسة و الأنشطة الترفيهية. كما أنه من الجيد أن يبحث الوالدين على المجالات التعليمية التي يجد فيها ابنهم شغفه و يكون قادرا على النجاح فيها بسهولة أكبر.

3• تعزيز المهارات الاجتماعية و العاطفية لدى المراهقين

يمكن تعزيز المهارات لدى المراهقين من خلال التفاعل اليومي مع أفراد الأسرة،  مما يمكنهم من اكتساب مهارات اجتماعية و عاطفية حيوية. تشمل هذه المهارات القدرة على حل المشكلات، إدارة الغضب، و التعامل مع الخلافات بطرق بناءة. يمكن للأسر تعزيز هذه المهاراتبشكيل كبير و فعال من خلال:

1. تشجيع الحوار البناء: تعليم المراهقين كيفية التحدث عن مشاعرهم وأفكارهم بشكل مفتوح وصادق.

   

2. تقديم الدعم في مواجهة التحديات: مساعدة المراهقين في تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والضغوط.


3. تشجيع الأنشطة الجماعية: مثل الأنشطة الرياضية أو الفنون التي تعزز التعاون والعمل الجماعي.

4• دور الرقابة و التوجيه الأسري

بينما يسعى المراهقون لتحقيق استقلاليتهم، لا يزالون بحاجة إلى الرقابة و التوجيه من قبل أسرهم. يمكن أن تساهم الرقابة الإيجابية و التوجيه السليم المبني على أسس دينية و عقيدة صحيحة في توجيه المراهقين نحو سلوكيات صحية إيجابية. يجب أن تكون هذه الرقابة متوازنة، بحيث تتيح للمراهقين مساحة للاستقلالية فلا يشعرون بشكل أو بآخر بأنهم ليسوا أهلا للثقة، مع الحفاظ على الإشراف المناسب.

يلعب الأبوان دورًا حاسمًا كنماذج يحتذى بها للمراهقين، من خلال تصرفاتهم و سلوكياتهم، مما يتيح للأبوين تعليم أطفالهم المقبلين على مرحلة البلوغ كيفية التعامل مع الضغوط و التحديات الخارجية. الأبوين الذين يظهرون قدرة على التكيف مع الضغوط النفسية و يقدمون حلولًا بناءة للنزاعات، يقدمون مثالًا إيجابيًا يحتذى به المراهقون.

 "تأثير الأبوين كنماذج يحتذى بها سلاح ذو حدين"

"كن أنت النسخة الأجمل في حياة أبناءك، و انتبه لخطواتك فهم من خلفك "

تعليقات